المشهد الثالث
تذكير بمقطع من نهاية الجزء الثاني
ـــــــ
ثم أعطاها كارت صغير ليخبرها أن تكون في مبني السفارة في تمام الثامنة مساءا
.فتناولت منه الكارت ، وانصرف بعدها ،وهي تقرأ الإسم الذي علي الكارت
ودخلت وقد تملكها إحساس بالحيرة والقلق لهذاالأمر الغريب
مالذي تريده منها السفارة المصرية؟
وهي خارج مصر منذ أكثر من خمسة عشرة سنة.. تري؟ ماذا يحدث؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المشهد الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي تمام الساعة الثامنة مساءا
توقفت السيارة اليموزين الفاخرة
أمام مبني السفارة المصرية . ونزلت السيدة أحلام ،
وأخرجت الكارت لمسئول الأمن بمبني السفارة
والذي أذن لها بالدخول قائلا . المكتب في الدور الثاني يا سيدتي
الباب السادس يمين المصعد .
شكرته واتجهت إلي المصعد وأمام الباب السادس قرأت لافتة
مكتوب عليها السيد/ جلال عز الدين رستم جهة أمنية عليا..
فطرقت الباب.وسمح لها بالدخول ،
لتجد أمامها رجلا قاسي الملامح ينتشر الشيب في أنحاء شعره
حاد النظرات قوي البنية لا يتجاوز عمرة الخمسين عاما.
يرتدي حُلَّة كحلية اللون فاخرة ورابطة عنق زرقاء ...
يطيل النظر إليها ويتفحصها قبل أن يأذن لها بالجلوس ...
وبعد برهة من الصمت دخل الساعي يحمل كوبا من العصير
ليضعه أمام السيدة أحلام وفنجانا من القهوة للسيد جلال ثم ينصرف ،
ليبدأ السيد جلال حديثه قائلا : وهو ينظر بحدة للسيدة أحلام ..
إسمك / أحلام توفيق عبد اللطيف الشناوي
السن 42 سنه . محل الميلاد . مدينة نصر . جمهورية مصر العربية .
المهنة الحالية .سيدة أعمال . المهنة السابقة .سكرتيرة بشركة تجارية .
فجحظت عيناها من شدة غرابة ما تسمعه من معلومات صحيحة
.فاستطرد السيد جلال وهو يغلف حديثة بابتسامة خفيفة.
وهو ينظر للسيدة أحلام .قائلا : متزوجة .ليس لديكِ أولاد .
غادرتي مصر 1907 لديكِ شركة إستيراد وتصدير
انتقلت ملكيتها لك بعد وفاة زوجك السيد ماثيو لوجان.
ويرتكز نشاط الشركة علي تجارة السيارات .
رأس مال الشركة حاليا 82 فاصل 44 مليار دولار .
لم تزوري مصر منذ رحيلك عنها إلا مرتين الأولي عند وفاة والدك ..
والثانية عند وفاة والدتك .. ثم جلس وتناول فنجان القهوة .
بينما غرقت السيدة أحلام في ذهول مفرط لتنظر له بدهشة شديدة متسائلة .
هلا أخبرتني عن سبب استدعائي لمكتب سيادتك؟.
فتبسم قائلا ..هلا تناولتي كوب العصير أولا حتي تهدأ أعصابك .
فشعرت من نبرة صوته ونظرته لها إنه يأمرها بشرب العصير .
فتناولت كوب العصير وشربت القليل منه ثم تركت الكوب وأعادت عليا السؤال .
فنهض من علي الكرسي ليدور حول مكتبه ببطء وكأنه يفكر من أين يبدأ
ليجلس بعدها علي الكرسي المواجه لها ويباغتها بالإجابة الصاعقة .
أنتي متهمة بالجاسوسية يا سيدة أحلام لصالح دولة معادية لمصر .
فانتفضت بحركة لا إرادية لتثور في وجهه قائلة : أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأشار لها بالجلوس والتزام الهدوء
وهو يقول : تم تجنيدك منذ 2014
دون علمك ولمدة سنتين ، وعندما علمتي أنك متورطة في أعمال جاسوسية
رضختي لمطالب الرجل الذي جندك ويدعي جاك هينري
وتم تجنيدك بواسطة زوجك . والذي تمت مساعدته من قِبل الدولة المعادية
في إنشاء هذه الشركة سريعا برأس مال ضخم بمليارات الدولارات ..
وحضورك إلي مصر هذه المرة من أجل تكليفك بمهمة خطيرة
وهي أقتحام عقول الشباب وتجنيدهم لصالح الدولة المعادية
عن طريق السوشيال ميديا مستعينة بملامحك الجميلة
وجاذبيتك في الحديث وملامحك الأوربية التي لا ينخدع فيها أحد
رغم إن جذورك مصرية .
فانهارت السيدة أحلام من غرابة ما تسمعة وهذه الإتهامات
والمعلومات الخطيرة التي أخبرها بها السيد جلال
ثم قالت في ثورة : سيادتك ختمت حديثك بأن جذوري مصرية أبا عن جدا
وهذا هو الشئ الوحيد الصحيح في كل ما ذكرته عدا معلوماتي الشخصية ..
دعني أسأل سيادتك سؤالا .. كيف جمعت كل هذه المعلومات عني ولماذا ؟
وكيف توجه لي إتهام خطير مثل الجاسوسية . ؟
أعتقد إنني أقبل أي أتهام مهما كان إلا الجاسوسية .
ولماذا أخون بلدي التي أنجبتني وتربيت علي ترابها
ويجري حبها في قلبي مجري الدم؟ ثم إن زوجي كان كفيفا
وهذا بالطبع لا يؤهله للجاسوسية ،
ومن ناحية أخري ماعلاقة رجل كندي بمصر كي يعمل جاسوس عليها ؟ ...
وهنا يتناول السيد جلال آخر شرفة في فنجان قهوته ليضع الفنجان
ثم يصفق للسيدة أحلام وهو يبتسم ويضغط علي زر مكتبه .
ليدخل مدير مكتبه فيشيرله بنظرة يفهما هذا الأخير لينصرف ..
وبعد لحظات من الصمت ونظرات الحيرة والقلق من جانب السيدة أحلام للسيد جلال .
تسمع طرقة خفيفة علي الباب . فيقول السيد جلال : أدخل .
لتصاب السيدة جيهان بالذهول.
عندما تري أمام عينيها الفتاة ..التي رأتها خارج سور فيلتها فور وصولها من المطار
الفتاة هايدي .والتي همت بالنداء عليها ولكنها صعدت للباص ..
والتي تابعتها بنظرها وهي تقول ياااااااااااااااااه كبرتي ياهايدي .
لتنتفض من مكانها غير مستوعبة ما يحدث وكاد أن يغشي عليها .
لولا ركوض هايدي نحوها .. لتمسك بها وتجلسها علي الكرسي برفق .
وهي تقول لها .. إهدي يا ماما أحلام أنا هنا لأجيب عن كل تساؤلاتك ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسوف نعرف الأجابات من خلال متابعتنا للمشهد الرابع ان شاء الله
بقلم الشاعر..محمد جوده
عرض الرؤى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق