جفاف المآقى
قصة قصيرة صابرقدح
دقت الثامنة مساء وانتهت الوردية ولم ينته الحساب.بعد. أخذ معظم العمال أجورهم ويتبقى البعض! المدير وصاحب العمل يسابقان الكاشير فى تدبير الأمر
والذى يقوضه ظروف إقتصادية قاهرة للعباد والبلاد
إلى المسكن أركب معه فى طريقه.. أحس بالألم وهو يعتصر ضلوعه فلقد مررت بتلك المرارة التى تحملتها أكثر من خمس وعشرون سنة أغلقت المحل بعد عجزى عن دفع المقررات التأمينية والضرائبية والإكراميات المستترة وأصبحت ترسا فى ماكينة هذا الرجل الذى يديرها باقتدار كنت أنظر إليه وهو يقلب عينيه مابين تروس العمل التى تدور مثقلة بمكبلات تكبح استمرارها وما بين تليفونه يلهو ببعض المكعبات التى يحطمها برصها: أدوار تتعقد ..كلما تخطى الليفل تلو الآخر.. كم قضى أياما فى شوط واحد دون أن يتخطاه ؛ كنت أحس بكل مايعتلج صدره كأنى أنا من يتجرع هذا الكأس فلقد مررت به كثيرا
قال لى أرأيت المسرحية بالأمس!!!
أه لقد كنت فى اجازة ولم ترها
لقد جاء الحى وأخذ الكراسي من قلب المحل بدعوى انتهاء الترخيص مع أن أوراقه لديهم وهم من يعرقلون التجديد
وجمعوا من المقاهى والمحلات.. واليوم كان للحى معنا اجتماع .لم أذهب إليه لقدطلب شهرية ٥٠٠جنيه وقاموا بالدفع
قلت له أول أمس موظف الصحة لهف ٥٠٠ جنيه
مع أن المكان ماشاءالله تبارك الله نظافة والتزام بكل الشروط الصحية والبيئية
فى هذا اليوم استدنّا لتكملة أجور العاملين.
قذفها في وجهى ملتهبة تحمل كدر عمر جاثم فوق صدره.. أود الهجرة ماعدت أقدر على التحمل. بعت الكثير من أجل أن أستمر
قاطعته أكثر من ثلاثين رجل يفتحون بيوتهم ويعيلون أسرهم من وراء عملهم معك. غير العشرات يوميا من المتسولين وذا الحاجة يطعمون عندك؛ كثيرا ماتعجبت كيف يكون ستر الله أخر اليوم.. فى هذا الركود وغلاء الأسعار المسعور الذى يطال كل مؤنة العمل وأجيب على نفسى بأنك تفتح أبوابا كثيرة للخير فيفتح الله عليك
كانت حرقة صدره تلفحنى وأنا على الكرسي المقابل له
وذات صباح لم تظهر له شمس. كان الضباب يخيم على وجه المدينة وينذر بخبر ...
وقفت أودعه على سلم الطائرة ودموعى
مكبوتة بعد أن جفت المآقى
صابرقدح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق