الشاعر المعاصر محمد جوده مع Nagat Mido و٨٨ آخرين.




انطلقت رضوي بسيارتها في طريق عودتها لمنزلها،
تشق طريقها بين السيول والأمطار التي أغرقت الشوارع بالمياة،
والظلام الدامس الذي ساعد بدوره علي حجب الرؤية ،
وهي تسمع أصوت تصادم قطرات المطر مع زجاج سيارتها
،وكادت يداها أن تتجمدان من شدة البرد
رغم ما ترتديه من ملابس شتوية ثقيلة وفاخرة ،
وهي تريد أن تنتشلها الريح تلقي بها هي وسيارتها داخل بيتها ،
وانعطفت بسيارتها يمينا إلي شارع فرعي
.. فلمحت شابا يسير تحت الأمطار ويرتعد بردا وملابسه الخفيفة مبللة
ولا يجد أي ساتر يقية هطول الأمطار










فأشفقت عليه وتوقفت بسيارتها في محاذاته
وفتحت له باب سيارتها الخلفي ،
وأشارت إليه بالركوب ،
رغم حالته التي يُرثي لها
. وسرعان ما قفز الشاب داخل السيارة .
وانطلقت وهي تسأله
. إلي أين أنت ذاهب ؟ حتي أقوم بتوصيلك لأقرب منطقة لك
.فأجابها قائلا :
علي بعد حوالي خمسة كيلو مترات من هنا بنفس الإتجاه
.فانطلقت وقد عم الصمت السياره
إلا من










جور الأمطار الغزيرة ،
لمحت عين الشاب في مرآة السيارة علي قائدة السيارة

التي تبدوا عليها ملامح الثراء والرغد، وفجأه أخذ يتآوه
وهو ممسك بجانبه الأيمن في صراخ متواصل
ـ لتنظر إليه رضوي في فزع وتتوقف بسيارتها وتنزل ثم تفتح بالباب الخلفي للإطمئنان علي الشاب
، الذي سرعان ماانقض عليها وقام بالإعتداء عليها بالقوه داخل سيارتها
وسط صراخا وتوسلاتها والطريق الخالي من المارة بسبب الأمطار
، فلم تجد إغاثه من أي مخلوق
وبعد ان إعتدي عليها جردها من مصوغاتها ونقودها والقي بها في الشارع الذي انتشلته منه ،
وتركها علي الرصيف في حالة إعياء تحت المطر معرضة للموت
وأخذ سيارتها وكل متعلقاتها وانطلق، ولكن سرعان ما عاد للخلف
وقام بادخالها داخل السيارة في نفس المكان بالمقعد الخلفي
وفكر في حيلة شيطانية
فقد أمسك بتليفونها وظل يبحث عن أرقام عائلتها المدونة بالتليفون حتي عثر علي رقم والدها،
فقام بالأتصال به فرد عليه أخوها الأصغر ،
فقال له الشاب ، بلغ والدك ان اختك معي وإن كنتم ترغبون في عودتها سليمة فليحضر
والدك 5 ملايين جنيه ويأتي لمقابلتي ،
وحدد له المكان ـ
ثم أخبره أن يخبر والده ، أنه إذا اخطر الشرطه فسوف يجد ابنته في تعداد الموتي ـ
وبالفعل ذهب الرجل للمكان المحدد ومعه المبلغ
ووقف ينتظر الشاب الذي جاءه ونظر إليه نظرات بارده عاقدا ما بين حاجبيه
وهو يقول : تأكد إنك إن أبلغت الشرطة فلن تري ابنتك إلا قتيله
لانني تركتها مع أشخاص في مكان قريب واخبرتهم ان تأخرت عن 10 دقائق يقومون بقتلها
.أعطني المبلغ وانتظر 10 دقائق وستجد إبنتك إمامك
.وبالفعل نفذ الرجل كل ما قاله له الشاب .ليجد إبنتة بعد 10 دقائق في حالة مزرية ملابسه ممذقة وفي حالة إعياء
شديده وقدماها لا تقوي علي حملها
فأسرع إليها وأدخلها بسيارته وأسرع بالعوده
، بينما أخذ الشاب المبلع واشتري شقة فاخره وقام بنقل امه وأخته بالشقة الجديدة ،
وافتتح مشروعا تجاريا بباقي المبلغ
وتوسع المشروع في غضون أشهر ليصبح أحد رجال الأعمال المهمين
وبالطبع لم يمتنع عن التجاره في كل ماهو ممنوع ومحرم ،
وأصر علي ان يتزوج من بنات الأثرياء ،فتعرف علي فتاه إبنة أحد رجال الأعمال وتقدم لخطبتها ،
وففي ليلة الخطبة رآه والد رضوي فأخفي نفسه حتي لا يراه وكان صديقا لولد الفتاه ،
فذهب إليه وسأله كيف تعرف علي هذا الشاب ؟
فقص عليه صديقه القصه بأكملها أنها معرفة تجاره
، فجذبه والد رضوي لمكان خارج المنزل ليخبره بحقيقة هذا الشاب وماذا فعل بإبنته
فحزن صديقه حزنا شديدا وقال له أترك هذا الامر لي
وبعد عدة ايام من الخطبه
اتصل والد خطيبة الشاب عليه ليحضر اليه علي وجه السرعة لامر مهم ،
وبالفعل حضر الشاب ،
فأخبره صهره أنه قد اتفق علي صفقة يورانيوم
ويحتاج الي شريك وهو لا يريد ان يدخل معه غرباء في الصفقه ،
وإن أرباح هذه الصفقه تعادل عشرة أضعاف التكلفه
، فلم يفكر الشاب كثيرا ووقع العقد
وأعطي كل ما يملك إلي صهره طمعا في الاضعاف العشره ،
فقال له صهره ،
سأُقيم حفلة بهذه المناسبة غدا
ولكنها ستكون تنكرية
وكل المدعووين سيأتون مع ذويهم فأحضر عائلتك معك ،
فأومأ الشاب بالموافقة وانصرف ،
وفي مساء اليوم التالي حضر المدعوون وعلي وجوههم أقنعة مختلفه
ومن بينهم والد رضوي فقال له صديقه 


















































سأُطفئ نار قلبك الليله ،
فنادي علي الخادم قائلا له وهو يشير إلي والدة الشاب وأُخته أن يقدم لهما مشروبا ويضع فيه نسبة منوم عاليه
، وبالفعل تناولتا مشروبا وشعرتا بدوار فأدخلهما الرجل إلي أحدي غرف منزله
، ثم نادي علي الشاب قائلا له في نبرة ضحك وهو يراه مخمورا
، من شرط حفلتنا الليله ان يضاجع كل رجل امرأتان وهو يرتدي قناع التنكر
، ولا يكشف وجهيهما إلا بعد أن ينتهي من مضاجعتهما
، ففرح الشاب وهو في حالة سكر شديده ، قائلا : أرني أين هما 







فأدخله الرجل إلي الغرفة التي بها أُمه وأخته
وهما مقنعتان
وأحضر لجوارهما تفاحا وسكينا وقال له هيا أرني قدراتك
وأحضر الرجل والد رضوي ليري بعينيه كيف يضاجع الشاب
أمه وأخته وهما يجلسان يشاهدان الأحداث ويقوم صديقه بتصويرهم
، حتي إذا انتهي سكب عليه ماء مثلج حتي يفيق
فلما أفاق قال له حان وقت خلع الأقنعة عن هاتين السيدتين
فانظر كي تتتعرف عليهما ،








فنظر الشاب إلي صهره وهو يكشف وجه السيدتان وأصابته الصاعقه عندما رأي أُمه وأُخته هما من ضاجعهما فثار في وجه صهره قائلا بجنون .
: لماذا جعلتني أفعل ذلك بامي وأُختي ؟ أَجبني ؟
فقال له صهره وهو يصفعه صفعة كادت ان تطيح بجانب وجهه ،
ولماذا تتعجب وقد اعتديت علي فتاه كل ذنبها أنها انتشلتك من المطر والسيول ،
وأشار بيده الي والد رضوي قائلا له
: هل تتذكر هذا الرجل ؟ وهنا وبسرعة رهيبه مرت كل الأحداث الماضية أمام عينيه
وفهم ، إنه إنتقام شنيع ، فتناول السكين الذي بطبق التفاح
وطعن أُمه وأُخته حتي فارقتا الحياة
وبعدها قال لصهره ،
إنتقامك كان قاسيا لأقصي جدا لقد قتلتهما لاننا من المستحيل أن نعيش في هذا العالم ثلاثتنا
بعد الذي حدث ـ
ثم قام بطعن نفسه وانتحر هو الآخر وسط جو من الألم والوحشيه وقسوة الإنتقام
: فقال له والد رضوي .
ما ظننت أبدا انك ستصل بتفكيرك في الإنتقام إلي هذا الحد 














. لكنها إرادة الله
فهو يمهل ولا يهمل .


بقلم #الشاعرمحمدجوده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق