الشاعر المعاصر محمد جوده مع Nagat Mido و٤٣ آخرين.
تمت المشاركة مع أصدقاؤك وأصدقاء أي شخص تمت الإشارة إليه









شقَّ الصمتَ الرَّهيبِ رنينُ الهاتفِ
فتناولت يدهاالرقيقتان سماعة التليفون لتجيب في صوت رقيق مليئٌ بالدفئ ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
وكان المتصل شاب ،



يسأل عن صديق له
، فأخبرته أن الرقم خاطئ وهمَّت بإغلاق الخط ،
ولكنه استأذنها بكل أدب ألا تغلق الخط بعدما استشعر في صوتها الرقة والجمال والأُنوثة والأدب،
وبعدما اعتذر لها عن الإتصال الخاطئ ـ
قائلا لها : عذرا آنستي ، فقط اسمحي لي بسؤالِ ولا تعتبريه حماقة أو سخافة ،
فقالت بكل أدب : تفضل . فسألها في استحياء
! هل لي أن أعرف أسمك
وأن تخبريني أين عنوان منزلك حتي أحضر لخطبتك ؟
فاتسعت عيناها في دهشة لم يسبق لها مثيل .
قائله له أنا لن أعتبر سؤالك حماقة ولا سخافة بل هو جنونا ،
فقاطعها يرجوها ألا تغلق الخط وألا تعتبر سؤاله جنونا لأنه جاد جدا
،فزادت دهشتها ، واستأذنته بكل أدب وأغلقت الخط ،
لكن لم ينتهي الموقف هكذا 













فهي أيضا استشعرت في صوته الرجولة والأحساس المرهف والصدق ،
ولكن هي لا تستوعب ماقاله ،
كيف يتقدم شاب لخطبة فتاه بمجرد سماع صوتها ؟!!!!!
ولم تكف هي عن التفكير في ملامح صوته التي تركت آثارها في قلبها
، ولم يكف الهاتف عن الرنين المتواصل ،
الذي حول لها السكون إلي صخب وضوضاء ، لتقوم وتجيب ربما المتصل شخصا آخر ـ
فرفعت سماعة الهاتف لتجد نفس الشاب يقول لها برقة متناهية 







كلمات تسكن قلبها وتستقر وهو يقول
. بحثت عنكِ في دروب أحلامي ،
وارتسمت لكِفي في الخيال ألف صوره ـ
ومازلت أبحث في أطراف أوهامي ،
تري ؟ هل ألتقي بالأصل أم أعشق الصوره ؟
صورة في خيالي تكونت ـ ولا تسأليني كيف تكونت ،
بصوت رقيق الحس عبر الهاتف
, يملأه الحنان والحب ،فطربت له مسامعي فيا حبيبتي ،
إن مر طيفي بكِ
ندائي لكِ
أن تذكريني كلما عاد المساء
، وتمسحي في كل ليله ،
دمعة من خد السماء ،
فما تمنيت الحياة إلا أملا في اللقاء
ـ فتري يا حبيبتي ؟
متي اللقاء ؟
















ـ لم تشعر هي بيداها التي لم تعد تقوي علي حمل سماعة الهاتف
،

فسقطت السماعة من يدها وهو يواصل كلماته ،
أما هي فقد سافرت مع كلماته تحلق في فضاء الأحلام الورديه ،
وهو لا يكف عن مناجاتها ،
والسماعة معلقة تتراقص أنغام الشوق الذي تولد بينهما ،
وبعد رحلة استغرقت بضع دقائق عادت لترفع السماعة 





لتجده يواصل ملحمته الرومانسية الجميله
، فقالت له من فضلك لا تتصل هنا مرة أخري وإن كنت جادا .
. فسأعطيك عنوان مصنع أبي .
فإن شئت فاذهب اليه . وأعطته عنوان مصنع والدها
.. ولم يتصل عليها مرة أخري رغم انها كانت في اشتياق شديد لسماع صوته مرة أخري
وظلت تنتظره كثيرا لجوار الهاتف لكنه لم يتصل
وبعد المفارقات المدهشة والكوميديه والعجيبه
وبين الشد والجذب بينه وبين والد الفتاه الذي ظن في البداية انه مجنون ويحتاج لعلاج فوري ،
نجح الشاب المهذب اللبق في إقناعه بجدية رغبته في الزواج من ابنته
فقال الرجل في اندهاش شديد
. انك حتي لم تراها فكيف تتقدم لخطبتها ؟
أليس من المحتمل ان لا تكون جميله أو دميمه فلا تعجبك ملامحها ؟












فأجابه الشاب في أدب واحترام
.:أنا لم أرسم صورة فتاة أحلامي في صورة جميلة الشكل ولكن في صورة رقيقة الحس رقيقة الروح جميلة الاحساس صافية القلب ،
لهذ لا يعنيني الشكل ،
لهذا يا سيدي فأنا أقدم لك دعوة لزيارتي أولا لإثبات حسن النيه ،
ثم بعدها تسمح لي بزيارتكم لألتقي بكريمتكم ،
فسكت الرجل في اندهاش برهه من الوقت ليقول في استسلام
لك ما تريد ولكن ستقوم انت بزيارتي أولا ربما يتغير رايك . 







وبعد تحديد موعد للزياره
، اصطحب الشاب والدته وأخية الأصغر
لان والده متوفي
، وتم التعارف بين الأسرتين ،
ولم تظهر الفتاة بعد
، وعندما دخلت عليهم
خطفت قلب الشاب من أول وهلة وأدرك بإحساسه انها هيه التي اجابت علي اتصاله ،
فسلمت عليهم ،
وجلست لجوار والدها ـ
ليشرح والدها لها الموضوع في وجود الجميع
،ويسألها عن رأيها ،
لتوجه سؤالا إلي الشاب قائلة : فماهي وظيفتك ؟
فأجابها إنه مهندس برمجيات والكترونيات
، وله مسكن متوسط وجاهز لإستقبالها
وهاهي أسرته جاءت معه لتدعوها أن تكون واحده من هذه الأسرة التي يجمع بينها الحب ،
واستمر التعارف وتبادل الجميع أطراف الحديث حوالي الساعتين ونصف ،
وأسفرت الزياره عن قبول الخطوبه وفي غضون اربعة اشهر
.كانت ليلة من أجمل ليالي العمر وسط فرحة جميع المدعويين في حفل زفافهما
وكل من يعرف قصتهما
لا يصدق أن الحب حقا يصنع المعجزات .
ويتغلب علي كل الغرائب والعجائب
وأن الغرام ياحيانا يأتي صدفة
























ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق