**************** ( رحيل الخريف ) *******************
قصة قصيره بقلم
محمد جوده
ازدحم رصيف محطة القطار بالركاب واشتد الزحام علي ابواب القطار ، وفوضي النزول والصعود ، حتي اعتلي بعض الركاب ظهر القطار ومحرك الديزل ،
وتقدم كمال وهو يجر حقائبه وهو يحاول الإنزلاق داخل القطار ولكن شبه مستحيلا فقد بدأ القطار في التحرك وهو عالق بين الباب والرصيف، وحقائبه الكثيره التي سقطت إحداهن لتجبره علي النزول بباقي الحقائب ويتخلي عن رحلته ،
فعاد ليجلس علي أحد الكراسي بالمحطه في انتظار القطار التالي ، وبعد لحظات من خيبة الأمل . اقتربت منه فتاة مبتورة القدمين ، وتتحرك بواسطة لوح خشبي مثبت علي عجلات صغيره تساعدها علي الانزلاق في الطريق، قائلة له بصوت رقيق ناعم
منديل يابيه ؟ فأومأ برأسه نفيا ، وهو لا يرفع عينية . فاستطردت الفتاه قائله .
ساعدني فأنا في حاجه للمساعده . فرفع رأسه ليجد أمامه فتاه تشبه في جمالها اجمل ملكات جمال السينيما ومع الفرق انها بدون مكياج ، جمالها طبيعي ساحره بمعني الكلمه
وذات جمال وعيون أخاذه ، شعر بخفقان في قلبه ، لا يدري ان كان انبهار بجمالها ، أم شفقة علي قدميها المبتورتان ، فسألها عن إسمها . قالت : روان
فقال في نفسه : الاسم جميل والملامح أجمل فماذا حدث لهذه الفتاة
فسألها هل يمكن أن تحكي له قصتها في فترة انتظاره للقطار وسيعوضها هذا الوقت
ويشتري كل المناديل التي معها ؟ فأومأت بالموافقه .
وبدأت تسرد قصتها قائلة : أنا بنت من الفيوم ، وفي بلدتنا لابد ان تتزوج البنات في سن مبكره ـ تزوجت وانا في سن 15 سنه وبضعة اشهر من شاب يكبرني بعام ونصف . مازال يتقاضي مصروفا من أهله ، ليس له قرار ولا شخصيه ، وبعد 10 أيام من الذي يطلقون عليه شهر عسل .بدأت مأساتي . فالطفل الذي تزوجته ، لم يكن
يعرف أن والده قد زوجه من أجل أن يضاجع زوجته . وجدت والده يدخل عليا غرفتي
ويحاول التحرش بي فصرخت فخرج في المرةالاولي خوفا من ان تسمع زوجته صراخي . وأنا لم أعد أشعر باالامان من حينها فابلغت زوجي بما فعله والده معي
وفوجئت به يصفعني بشده ويقول : كيف أصدق هذا علي أبي ؟ انتي مجنونه ،
ولم يعير الامر إهتمام وتوالت المحاولات من قِبل والده تجاوزات الخمس مرات
وأنا حتي لا أعرف طريق العوده الي اهلي . كنت صغيره ولم أخرج .
عندما تعبت من المقاومه هربت وتركت كل شئ ، وسالت عن طريق العوده إلي أهلي
فقالوا لي : لن تعودي الي هذا المنزل النجس مرة اخري . وبعد يومين جاء زوجي ومعه والده لأخذي الي منزلهم ، فثار ابي في وجههم ورفض عودتي وطالبهم بالطلاق
فقام زوجي وبيده مطواه بالاسراع نحوي يريد قتلي .. فانطلقت بلا تفكير مسرعة الي خارج المنزل وصراخي مدوي بالمنطقه . لأجد سيارة مسرعة تسقطني أرضا وتصعد بعجلاتها علي قدماي لتنكسر عظام قدماي ويتم بترهما كما تري .. وهذه ما وصلت اليه فقط لاني تمسكت بشرفي ليعود زوجي فيقتل ابي وامي خوفا من افشاء اسباب ما حدث .. لاجد نفسي بلا أهل ولا مأوي .. وخرجت من المشفي بلا اقدام ولا اهل ولا اصحاب فجئت الي القاهر ه حتي احصل علي قوت يومي في بلد لا يعرفني فيها احد
.ــــــــــــ استمعت إليها ودون أن أشعر تساقطت دموعي من عيني .. فقلت في نفسي
ربما هذا هو الخير الذي استبدلني به ربي عوضا عن رحلتي
فأخذتها معي وتزوجتها ليس شفقة بل حب حقيقي بغض النظر عن عجزها
وصارت تساعدني في أعمالي الكتابيه وتقرأ لي واقرأ لها حتي أحبَّت الشعر واحبت
الكتابه ـ وعرضت عليا فكرة ان أكتب لها قصتها... لكن قصتها السعيده معي .. لا قصتها التي عاشتها قبل لقائي بها . فكتبت قصتها .. والان يقرؤها اولادنا لبعضهما البعض وكتبت القصة بعنوان ( رحيل الخريف )
بقلم محمد جوده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق