في يسار الصورة الخيط الذي
يُنفذ السر من الصبر الجميل
ويديم الوجه طلقا راضيا
قانعا لو شاء مولاه القليل
هكذا من عاش في وجدانه
شغف الإعداد من قبل الرحيل
ليكون الزاد إمداد التقى
صالحا للسير بالدرب الطويل
وننال الخير من ميزانه
بعد أن يرضى به الحي الجليل
ويقينا رحمة من عتقه
ثم يسقينا مزاج الزنجبيل
كوثرا عذبا فراتا ماؤه
دافقا ثجاجه من سلسبيل
كف ِام ٍكابدت وتحملت
بعد رملتها ضنى الفقد الثقيل
بالنهار الليل توصله بلا
انقطاع من جهاد بالفتيل
تنسج الرزق قماشا زاهيا
كي تغذي طفلها الغض الضئيل
ليربى بجناح ناعم
وفر الدفء لابناء السبيل
بعد يتم أتقنت دور أب
جنب دور الام بالقلب النبيل
درّستهم رغم ما حل بها
من عضال هشم الجسد النحيل
اترى الأبناء قد جحدوا يدا
اوصلتهم للعلى.. لا.. مستحيل
وضعوها في العيون مصونة
وافتدوها مثلما ما يفدي الاصيل
امه من بعد قعدت له
تسهر الليل لتعطيه الدليل
تنشئ الاحرار في احضانها
تصنع القُواد جيلا بعد جيل
يحملون المجد شرعا واجبا
صونه من ديدن الشهم السليل
من يبر بوالديه مثلما
ربياه وهو بالمهد نزيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق