الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

 

........................... رَجلٌ وثلاثُ زَهراتٍ ............. قصَّة قصيرة .......
.... الشاعر القاص ..... ... الجُزءُ الثَّاني ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
تَزوّجَ خالدُ من هيفاء ، وأقاما حفل زفاف يليق بهما وحضرتا الحفل صديقتاها
سعاد وسميرة ، وهما ما تزالان تدرسان الطب البشري وطب الأسنان .
سكن خالد في بلدته الريفية القريبة من المدينة ، وهيفاء سعيدة جدا بهذا الزواج .
انجبت هيفاء الولد الأول والثاني والثالث وحالهما على ما يُرام .
تخرجتا سعاد وسميرة وفتحت كل واحدة منهما عيادتها الخاصة ، وبدأتا العمل بنشاط .
بقيت العلاقة بين الصديقات الثلاثة على أفضل حال ، زيارات وتواصل واتصالات
مستمرة ،
لكنَّ سعاد وسميرة أخذتهما شوفة الحال ذاتيا ، وكلما تقدم لإحداهنَّ خطيب يرفضنه ،
وتناستا انهما من بيئة شعبية ، والخُطَّابُ من بيئتهما ، ومرَّت السنوات ولم يتزوجا
حتى بلغتا الخامسة والثلاثين من عمرهما ، وهنا بدأ القلق يشتعل في نفسيهما
واقترب القطار من ان يفوتهما وتبقيان بلا زواج ولا أولاد ، وكانت هيفاء قد انجبت
ولدها الخامس ، وحياتها سعيدة جدا مع زوجها خالد إبن الريف الطَّيِّب .
ذهبت سعاد الطبيبة البشرية لزيارة صديقتها هيفاء ، فاستقبلتها بالترحاب الجميل
والرائع ، جلستا معا تتناولان اطراف الحديث وذكريات الطفولة الجميلة والأخوة
الصادقة بينهنَّ جميعا ، وبدأت سعاد تشكو همَّها وخوفها من عدم الزواج ولم يعد
يتقدم لخطبتها أحدٌ . بدا عليها الحزن والهم والغم من خلال حديثها .
رَقَّت هيفاء لرفيقة عمرها وبكتا على هذا الحال ، سألت هيفاء سعاداً هل لديك
بيتاً خاصَّاً بكِ ؟؟؟ اجابت سعاد : نعم لقد اشتريته منزلا لي من حرَّ مالي وفرشته
كما أريد . قالت هيفاء لسعاد : الَسنا صديقتان منذ الطفولة ؟؟؟ ردَّت سعاد بلى :
ونحن أكثر من شقيقات . قالت هيفاء : أتَتَزَوَّجين زوجي ونصبح شريكتان فيه ؟؟؟
ما دام لديك بيت تعيشين فيه وأنا في بيتي ، لعلَّ الله يرزقك بطفلين أو ثلاثة أطفال ،
وهو ( خالد ) رجل طيِّبٌ وَوَدودٌ وخلوقٌ جدا .
صرخَت سعادُ أأنتِ تعرضين عليَّ الزواجَ من زوجك ؟؟؟!!!
قالت هيفاء : نعم فأنا أحبُّكِ وأحبُّ زوجي جدا وهو قويُّ جداً ما شاء الله علية ،
ونحن أكثر من شقيقات ، فما المشكلة ؟؟؟ ما دُمتِ انتِ في بيتك وانا في بيتي ،
فكَّرت سعاد بهذا الإيثار الكبير ، ثمَّ احتضنتها قائلةً ألهذا الحدَّ تحبينني ؟؟؟
ردَّت هيفاء : وهل كان لديكِ شكٌّ في ذلك ؟؟؟
قالت سعاد : لا والله فنحن أخوات وأكثر لكن هل يقبل زوجك بهذا ؟؟؟
قالت هيفاء : دعي الأمر لي ، سأقنعه بذلك ، فأنت في بيتك وتُعيلين نفسك وربَّما
تساعديننا أيضا فلِمَ الغرابةُ ؟؟؟
قالت سعاد : موافقة والمهمُّ أن أنجبَ قبل فواتِ الأوانِ .
عرضَت هيفاء الأمر على زوجها فاستغرب الامر رافضاً قطعيَّا ، لكنها في النهاية أقنعته
قائلةً : فأنا أثق بك وبعدلك وحبك وودك لي .
تزوَّج خالد من سعاد ، وعاشا سمناً على عسَلٍ ، وتبقى الأولى هيفاء .
عاشت سعاد في بيتها في المدينة ، وأنجبت الولد الأول .
كلُّ هذا وصديقتهما سميرة طبيبة الأسنان مندهشة مما حصل ، وتسأل سعاد كيف
رأيتِ الحياة الزوجية مع خالد ؟؟؟
تقول سعاد : ولا أنبلُ ولا أطيبُ ، وما زلتُ وهيفاء كما كنا صغاراً وزيادة ، فابنها
شقيق إبني ونحن شقيقات وفيَّاتٌ مخلصات منذ طفولتنا .
انجبت سعاد الولد الثاني وهي سعيدة بما حصل .
زارتها ذات مرة صديقتها سميرة طبيبة الأسنان وهي لم تتزوج بعد فعرضت سعاد على
سميرة الزواج من زوجها خالد ، قائلةً نعود نحن الثلاث كما كنا منذ الطفولة لا يفرِّقنا
شيئٌ ، وخالد رجل شهم بحقٍّ وودودُ ، والعلاقة بيني وبين هيفاء على ما يرام سمن
على عسل وزيادة ، وقد انجبت ولدين وأعيش في بيتي حرة كريمة ، وانت لديكِ
بيتٌ تعيشين فيه ، كلُّ واحدةٍ في بيتها ، وهو ( خالد) منصف في توزيع وقته علينا .
وافقت سميرة فوراً وقد رأت بأم عينها حياة صديقتيها وسعادتهما .
في اليوم التالي ذهبت سعاد لبيت هيفاء وطرحت عليها الموضوع ، فرحت هيفاء
بهذا الطرح قائلةً : لقد جمعنا هذا الرجل الطيب على الخير وعلى سنة الله ورسوله
...وحقَّاً الطيبون للطيِّبات ...
حضر خالد وعرضتا عليه الموضوع وهو يعرف طيب العلاقة بين الزهرات الثلاث ،
فوافق فورا قائلا ما دامت هذه رغبتكنَّ ان تجتمعنَ على رجل واحد ..
تزوج خالد من سميرة طبيبة الأسنان وعاشت في شقتها كصديقتيها بسعادة
وهناء ، وانجبت منه طفلين ..
وفي نهاية كل شهر يجتمع الجميع في بيت واحدة يسهرون ويأكلون ويمرحون
ويفرحون ، ويتعرف الصغار على بعض اخوة بكل محبة وود ...
كبُرَ الصغارُ وصاروا رجالا يُضرَبُ بهم المثل في المودة والإخاء وأصبحوا من علية
القوم في مجتمعهم ، ومثلا يُضرب بالود والعدل والصدق والإيثار .
..... زهراتٌ جمعهنَّ ودُّ الطفولة ونبلُ الرجولة ، عاشوا جميعا سعداء
وأصبحَ خالدُ أبا مثاليا وزوجا مثاليا ووجها من وجوهِ البلدةِ الريفيَّةِ
وأبناءُ بررةٌ متحابون متماسكون ......
..............................
حقوق التأليف والنشر محفوظة لصاحبها
في / ٤ ٢ / ١٢ / ٢٠٢٠ /
كتبت في / ٨ / ١١ / ٢٠٢٠ /
..... الشاعر والقاصُّ ......
........ محمد عبد القادر زعرورة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  سامحوني يااهل الهوي سامحوني يااهل الهوي ماقدرت يـــــوم انســاه كُتْرْ العَذَابْ والجـَــــوَيَ تعبوا لي قلبي معــــــاه سامحوني يااهل اله...