.................................... الإخوَةُ الثَّلاثَةُ .......................................
.... الشاعر الكاتب .... .... قصة أمَّة أضاعها الأشقياء .....
........ محمد عبد الفادر زعرورة ....
أُمِّي العربيّةُ ( العُروبَةُ ) خلقها الله بأجمل صورةٍ ،
وكانت من أجمل ما خلقَ، وهَبَها الله ارضً طيِّبةً معطاءةً ،
زكيَّةً نديَّةً مُقَدَّسَةً وجعلها أرض الأنبياء ومَهبِطُ الوَحي
لكلِّ الأديان السَّماويَّةِ .
كَبُرَت ونضَجت وصارت صَبيَّةٌ بأجمل ما خلقَ اللهُ من خَلقِ .
أورَثها الله هذه الأرض البَهيَّةَ وَلُقَّبَت بالعُروبَةِ .
تَزوَّجَت من مكارمِ الأخلاقِ والنَّخوَةِ وَالشَّجاعةِ .
مَنحها أجملَ الصِّفاتِ ..
مَنحَها الشَّهامةَ والبطولةَ والكرامةَ والكَرمَ والنَّخوَةَ والعَفافَ والوفاءَ،
وكلَّ ما أرادَ الله لها من صِفاتٍ حميدَةٍ أرادَها لها ، وأرسَلَ فيها
مُحَمَّدَاً صلَّىَ الله عليهِ وسَلَّمَ رسولاً وَنَبَيَّاً ، لِيُصَحِّحَ ما اعوَجَّ منها
عَبرَ الزَّمنِ .
وقد أرسلهُ الله بالإسلامَ الحنيفِ لِيُقِرَّ ما فيها من قِيَمٍ وأخلاقٍ .
وقالَ صلَّىَ الله عليه وسلَّم : ( إنَّما بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ )
فَعَطَّرها بالإسلامِ وزَكَّاها بهِ وأيَّدَها .
وكانَ الرَّسولُ صلَّىَ الله عليه وسَلَّمَ عَرَبِيَّاً ، والقُرآنُ الكريمُ عربِيَّاً ،
ولغتها عربيَّةً ، وَحديثُ أهلِ الجَنَّةٍ عَرَبَيَّاً ( والله اعلمُ )
.... كانت أمِّي العروبةُ قَد أنجَبَت وَلدَها البكرَ حنوناً طَيِّباً مِقداماً شُجاعاً
أسمَتهُ مَصراً كَبُرَ وأنجب الكثير من الرجال الرجال ، ولقبَّهُ رسولُ
الله صَلَّىَ الله عليهِ وسلَّم ( أرضَ الكنانةَ ) جنده خيرُ جند الأرض كما قال
صلَّىَ الله عليه وسلَّم .
وَبَعد فترةٍ منَ الزَّمنِ أنجَبت أمِّي تَوأمان في بطنٍ واحدٍ أسمت الأول العِراقَ
وأسمت الثاني الشَّامَ ( بلادُ الشَّامِ ) التي باركها الله وبارك أكنافها
وبارك ما حولها ، وجَعلَ فيها القِبلَةَ الأولىَ للإسلام ومنها المعراجُ إلى السَّماء ،
وبهذه الرحلة فرضت أركان الإسلام ، ومنها العذراء مريمُ والمسيحُ عليهما السلامُ .
وجعلها ارضُ الرِّباطِ والجهادِ إلىَ يومِ الدِّينِ .
وجميعهم من أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ .
وكان الأبناء الثلاثة مصر والعراق والشام هم عماد هذه الأم العربية ولا يزالون إلى
يومنا هذا بل وإلى الأبد . وهم الأقوى والأكبر والأعرق ، ومهدُ الحضارات القديمة
وفي عصر الإسلام ، فدمشق عاصمة الدولة الإسلامية الكبرى لبني أميَّةَ ( الأمويون )
وبغدادُ عاصمة الحضارة والتطور العلمي في الحضارة الإسلامية لبني العباس
( العباسيون ) والقاهرة عاصمة المعز لدين الله الفاطمي ( الفاطميون ) عداك عن دورهم
الحضاري كأقدم حضارات العالم القديم ... واهم معارك التاريخ العربي خاضوها هم
دفاعا عن هذه الأمة وجرت على ارض هؤلاء الأشقاء الثلاثة ( ولا داع لذكرها الآن )
وبعد فترة من الزمن اخذت هذه الأم تلد بقية اولادها العرب فكان منهم الصالح
وكان منهم الطالح وقد وهب الله بعضهم الثروات والمال فطغى بعضهم وبغى على
أشقائه ولم ينظر إليهم ولم يمد يد المساعدة لأخوته إلا بشروط المستعمر الذي تبع
له وأصبح تابعا يتآمر على اشقائه الثلاثة وإضعافهم فدمروا العراق وسورية واضعفوا
دور الشقيق الأكبر مصر لتخلوا لهم الساحة في تمزيق هذه الأمة ولا يزالون يزاولون
هذا الدور خدمة لمصالح ضيقة وللإستعمار وسيأتي يوم يندمون على ما فعلوه
بدينهم وعروبتهم وامهم واخوتهم جميعاً .
هؤلاء من وضعوا أيديهم بيد الطاغوت سيعلمون نتيجة خذلانهم لأمهم ودينهم
وإخوتهم ( وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون )
وسوف يحاسبون على ما اقترفته أيديهم بحق أمهم وإخوتهم ودينهم ....
...... الشاعر الكاتب ........
......... محمد عبد القادر زعرورة .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق